بعد ان اطلعت على التزويرات التي كتبها المزوران أحمد و شريف سليمان صباح الجخيدبي حقدا على الشريف عبدالرحمن الحسيني الذي
فضحهما في اكثر من موضع والذي هدد ارتزاقهما باسم الأنساب وهذا ما يعملان عليه من التعاون مع العبد الدعي ابراهيم منصور درويش
أولا : هذا بيان من وجهاء قبيلة الترابين بحق المزوران احمد وشريف
ثانيا: سأقوم بالرد على ما كذبا بالدليل والبرهان
أقوال المؤرخين ليست نصوص معصومة ذكر ابن حزم الاندلسي في جمهرة انساب العرب ص275 أن بني حرب هم من بني هلال والنص هو :
" ومن بطون بني هلال: بنو فروة، وبنو بعجة، الذين بين مصر وإفريقية، وبنو حرب الذين بالحجاز "
ونقل ذلك عنه ابن سعيد الأندلسي وابن خلدون والقلقشندي والسويدي وهذا النقل باطل لفساد أصله
وهذا باطل لا يصح فبني حرب من خولان الأزد وابن حزم وقع في مشكلة تنسيبية لانه اعتمد على الظن
لذا فأقوال المؤرخين تمحص وتدرس جيدا ولا تؤخذ هكذا.
إن السادة بنو العزي يرجعون لجدهم : أبو محمد الحسن الملقب بالعزي بن علي قتيل اللصوص بن عبيدالله الثالث بن علي المحدث
بن عبيدالله الثاني بن علي الخير الصالح بن عبيدالله الأعرج بن الحسين الاصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط رضوان الله
عليهم وسلامه.
وما قيل انه غري وفري فهذا قول الجهلة من الوضاعين فالتصحيف امر وارد وكلمات كثيرة وردت مصحفة والدليل أنها العزي هي:
1- وجود قرية العزية في أملاك عبيدالله الثالث الاعرجي في النجف
2- ناسخ ديوان الأبله البغدادي بخط السيد علي بن محمود بن أحمد العزي مؤرخة بسنة 599 هـ
3- ورودها متواترة في نسخة العمدة بنسخة ابن مساعد الحائري المتصلة بزمن ابن عنبة وكذلك في المشجر الكشاف وتحفة الطالب وبحر الانساب للموصلي والشجرة المباركة
لابو فخر الرازي وتهذيب الانساب لشيخ الشرف العبيدلي الخالية من استدراكات ابن طباطبا
4- اتصال عامود السادة بنو العزي بالوسائط التي ذكرها جعفر الاعرجي في الحديقة البهية في خط السادة بنو العزي
الحسن العزي قال عنه شيخ الشرف العبيدلي في مخطوط التهذيب 435 هـ : ( والعقب من ولد علي بن ابي علي عبيدالله من ابي محمد الحسن العزي له عدة أولاد لهم أعقاب في مواضع شتى )
فهذا حال بنو العزي في اواسط القرن الخامس الهجري يبين بداية كثرة عددهم ، والأمر مستمر حتى جاء الغزو المغولي على العراق فاتجه أهل المدن للبوادي وأغلبهم سكنوا البطائح كما ذكر ذلك
المؤرخوين حيث نصوا على نزوح عدد كبير من أهلي بغداد والمدن المجاورة كالحلة والكوفة إلى منطقة البطائح مع أولادهم وأموالهم خوفا من المغول خاصة بعد سماعهم بما ارتكبوه من أعمال وحشية وجرائم وقتل ونهب في المناطق التي اجتاحوها ولم يبق في المدن إلا عدد قليل من السكان
راجع الهمداني ( جامع التواريخ ) ج1 ص286 وابن الفوطي ( الحوادث الجامعة ) ص360 وجعفر حسين في كتابه العراق في عهد المغول الاليخانيين مطبعة العاني بغداد 1968 ص57
وأهل البطائح السواد الأعظم فيه لقبيلة عبادة العقيلية وكعادة العشائر العراقية فان للسادة تقديم وتمييز لهم وفي الغالب يقدمون السادة وأهل العراق يسمون المنتسبين لذرية السبطين بالسادة
ولا يستخدمون لقب الأشراف كما عادة أهل الحجاز لذلك نجدهم يقدمون وتكون لهم الزعامة في ظل هذه الظروف ( راجع : دراسات عن العشائر العراقية، حمود الساعدي مكتبة النهضة في بغداد ص5،6 ، عامان في الفرات الأوسط ط1 1353 هـ ص88 و ص89 للسيد عبدالجبار فارس (
فيظهر ان هذا التجمع العشائري انتخب ( بني عز : وهم جماعة منبثقة من السادة بنو العزي وتصحفت اللفظة نتيجة الاختلاط مع العربان ) لأن يكونوا زعماء هذا التجمع القبلي وكما ينص موروث
السادة العزيون بانهم تصدوا للهيمنة المغولية وبوجه الايلخانيين والتيموريين وبالتأكيد أنهم طلبوا المعونة من ملوك مصر وما أورد اليوم بحق أن بنو عز وعلاقتهم بعبادة هو النص الغير دقيق الذي
أورده العمري في كتابه ( التعريف في المصطلح الشريف )
وقبل أن نأخذ نص يجب علينا أن نعرف الكاتب والظروف التي كتب فيها وما ذكره عن دقة النص، العمري كان يعمل في دبوان المراسلات للسلطان قلاوون في فترة معينة وبعدها حصلت خلافات
مع السلطان فقطع يده وسجنه ومن ثم اخرج ورحل العمري للشام مسقط رأسه وطلب منه كتابة كتاب عن ما عمله في ديوان المراسلات فذكر تخصيصا في مقدمة الكتاب ص14 ما يلي : ( وقد أهملت
هذا الفن حتى نسيته وزدت على سائلي في الجهل به أو واسيته ) ومن ثم عندما جاء عند باب مراسلات أمراء العربان ذكر ما يلي ص107 ( اعلم أن المكاتبين من العربان بديار مصر وبرقة واليمن
والحجاز والشام والعراق والبحرين أمم لا يقدر فيهم على الاستيعاب وانما نذكر جملا كافية دالة فنقول ) وهنا يؤكد العمري ان المراسلين من أمراء العربان أناس كثر هو على غير الفهم الدقيق لهم
والاستيعاب هنا الفهم الدقيق وليس ما يريده المزورون بأنها الحصر لأنه لو أراد الحصر لقال وانما نذكر عددا كافيا فالاصل في الجمل التعبيرية على حسب فهمه وليس الحصر كما يقول المزورون
وبعدها ذكر ان عرب العراق عبادة وخفاجة وان من عبادة جماعة بنو عز وأن أجل من يراسل إليهم رسمه بالمجلس السامي الأمير.
وهنا نقف مع العمري فالرجل في البداية ارخص نفسه بعدم الفهم الدقيق ، ثانيا أن عبادة وأمراءها فيما بعد كتبهم في كتابه مسالك الابصار ولم يذكر بني عز مما قد يعني ادراكه لعدم صحة هذه النسبة
فلو كان يملك معلومات لاضافها في المسالك ، ثالثا أمراء عبادة في ذلك الوقت ولزمننا معلومون ومعروفون كما في الصورة
كما ان العمري في مصر وهؤلاء في العراق ومن الاستحالة ان يعرف نسبهم ان لم يكن قريبا عليه ولعل قول عبادة بأن العزيين سادتهم جعل العمري يظن
انهم من جملة امراء عبادة في التعريف وعدل عن ذلك في المسالك ، كما حصل مع الاشراف بني صالح في التعريف حين ذكر انهم يدعون نسب حسني
وان المراسلات لا تأتي بدلالة على النسب العلوي ثم ذكر نسبهم العلوي في المسالك فيبدو ان العمري حينها كان لا يزال يتبع سياسة المماليك وهي عدم
اقرار قرشية الزعماء حتى لا يطالبونهم بالخلافة مما اضظروا بان ياتوا بعباسيين ويجعلون الحكم باسمهم مخافة ان ينتزع منهم لكونهم من المماليك ومن
غير العرب.
كما اننا نجد ان ابن الاثير وابن سعيد المغربي وابن خلدون ذكروا عبادة في استفاضة وليس هناك اي ذكر للعزيين حينها وكذلك نجد ايضا ان ابن الفوطي
ذكر اخبار عن عبادة واسماء من الاعيان ولم يذكر العزيين في عبادة ولا الاسماء الوهمية التي يدعيها المزورون لالصاق العزيين فيها وهنا تشجير لأمراء
عبادة في القرن الثامن الهجري ليس فيه اي ذكر للعزيين
لنصل لوضوح الامر بان العزيين لا دخل لهم في نسب عبادة ، وعندما شرح ابن ناظر الجيش كتاب التعريف رفض وضع العزيين في عبادة وذكرهم من اجسام عربان العراق
ولا يدل ذلك على انه عرف النسب بدقة ولكن هو على الاقل يؤكد رفضه لنسبة العمري كون عبادة امراءها معلومون لصلبها مع تغير سياسة المماليك في ما بعد
اما ما نقله القلقشندي في قلائد الجمان فهو نقل نص العمري وذكر النص منقول من العمري فلا قيمة للنقل لفساد أصله
وأما ما زاد الطين بلة ان من وضع كتاب ( مختصر اخبار الخلفاء ) وهو ابو الهدى الصيادي وعندما جاء للجزء
الاخير من كتابه الموضوع نسخ مقاطع من كتاب المصطلح الشريف ومنها نص بنو عز وهذا ذكر وفند في كتاب
( جناية الصيادي على التاريخ ) تأليف عبدالرحمن بن سليمان الشايع
وينهي كل الخلاف اعتراف نسابة عبادة من المطلعين والثقاة واشهرهم محمد جعفر العبادي بأن العزيين سادة علوية
كما في كتاب الاصابة في نسب عبادة
وعندما ندرج لكتاب تاريخ المشعشعين نجد أنه يذكر ايضا بداية نشأة دولة المشعشعين واخبارها مع قبيلة عبادة والقبائل الاخرى ونجد ذكر لاحد السادة العزيين وهم من ذرية شهاب الدين العباس
كما بالصورة
وفي كتاب العزاوي فهو عندما جاء لبني عز ذكر ان ما جاء في نسب بني عز لعبادة نسبة لكتاب ( مختصر اخبار الخلفاء ) المزور وهذا الكتاب نفسه العزاوي فنده في كتابه العراق بين احتلالين
ولكنه ذكر في تحقيقه انه لا يوجد فرع في عبادة بهذا الاسم وان هذه العشيرة لم تتبين بوجه ولا علاقة لها اليوم بعبادة
ومن دلائل نسب العزيين الشريف
1- اتصال عامودهم بما جاء بوسائط ذرية الحسن العزي التي ذكرها جعفر الاعرجي في كتابه الحديقة البهية قبل 150 سنة
2- وجود ذكرهم في مشجرة السادة آل كفاية العزي الاعرجي سكان الحويزة والذين يشتركون معهم في جدهم عمار بن المفضل
3- وثيقة نسب السيد سراج العزي قبل 300 سنة المحفوظة بمكتبة كاشف الغظاء برقم 672
4- ذكرهم المؤرخ النسابة ذون النون الزبيدي الموصلي 1235 هـ في مخطوطه الانساب بانهم سادة قرشية يرجعون لزين العابدين لجدهم المعروف بالعزي
5- وثائق شخصية للسيد حمداني بن السيد محمد العزي من نزلاء بغداد لسنة 1250 هـ
6- ذكرهم في الصرة العثمانية لسنة 1124 هـ ( اولاد سيد علي العزي )
7- اقرار السادة الاعرجية لهم بالنسب وانهم ابناء عمومة من ذرية علي الصالح منذ أيام ضياء شكارة المتوفى في 1980م
8- وثائق بيت النقيب العثمانية بالسيادة لهم وهم من البوسراج وهي مختلفة التواريخ
9- ذكرهم في مخطوط آل الأعرجي للسيد جاسم الفحام الكبير وذكرهم بأنهم أصحاب قرية العزية من أملاك عبيدالله الثالث الاعرجي
10- وجود مرقد جدهم محمد الباقر البيطار المشهور لانه لرجل علوي من سلالة زين العابدين في داقوق وهو من رجال القرن العاشر الهجري
وقد ذكر سيادة العزيين الكثير من المعاصرين مثل المحقق يونس ابراهيم السامرائي وذكر ذلك في ( علماء بغداد ) 1982 و ( العشائر العراقية ) 1989
ومحمد جعفر العبادي في ( الاصابة في تمييز نسب عبادة ) 1989 و ثامر العامري في موسوعة العشائر العراقية 1992 ج8 مع السادة الاعرجية ص62
وكذلك موسوعة عشائر العراق ج1 لعبد عون الروضان مع السادة الاعرجية ص36.
وفي الصورة عامود نسبهم المبارك
وهناك عشيرة اخرى تدعى ( بنو عز ) في الشام وهؤلاء بالاصل جزء من قبيلة الموالي القحطانية وهم من حمير وهم المعنيين الذين ذكرهم الحيدري في عنوان المجد
ولا علاقة لهم بالسادة بنو العزي واما الخرافات التي كتبها المزورون عن العزة من بني مالك فهؤلاء في اليمن ولا علاقة لهم في هذا الموضوع
===================
علي بن محمد بن علي العُمري الهاشمي
باحث في التاريخ والأنساب
حرر في: يوم الأربعاء 22 ربيع ثانى 1436 هــ
